Quantcast
Channel: المترجمون السوريون الأحرار | Free Syrian Translators »الشبيحة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 10

اعترافات شبيح موالٍ للأسد: كيف اغتَصَبتُ وقَتلتُ من أجل 300 جنيه استرليني في الشهر

$
0
0

الغارديان 14 تموز / يوليو 2012

روث شيرلوك Ruth Sherlock

استمعت روث شيرلوك Ruth Sherlock  لاعترافات تقشعر لها الأبدان من أحد أعضاء ميليشيا “الشبيحة” الموالية للأسد، من الأرجح أنه سيلقى حتفه قريباً.

جالساً في الكهف النتن، المظلم الذي تم استخدامه كسجن مؤقت له، اعترف محمّد بصراحة رجلٍ أيقن أن لا مفرّ له من الموت، حيث يقول أنه ومقابل ما يساوي 300 جنيه استرليني في الشهر، بالإضافة إلى 100 جنيه استرليني لقاء كل ضحية، أصبح قاتلاً مأجوراً للرئيس بشار الأسد، وأكثر من ذلك، لقد استمتع بكل دقيقة أمضاها.

“نحن نحب الأسد لأن الحكومة أعطتنا كل القوة، إذا أردت أن أحصل على شيء، أقتل أحداً أو أغتصب فتاةً، فأنا قادر على فعل ذلك”، يقول محمد بصوت هادئ، مسالمٍ خالٍ من الندم.

“لقد أعطتني الحكومة ثلاثين ألف ليرة سورية شهرياً، بالإضافة إلى عشرة آلاف ليرة مقابل كل شخص أقبض عليه أو أقتله. اغتصبتُ فتاةً واحدة، بينما اغتَصبَ قائدي عدّة مرات. لقد كان أمراً عادياً”.

محمّد – اسمه غير الحقيقي- تحدّث إليّ الأسبوع الماضي في مركز اعتقال سري تابع للثوار في محافظة إدلب في شمال سوريا، حيث تم اعتقاله منذ بضعة أسابيع خلال تبادل لإطلاق النار مع وحدات من الجيش السوري الحر.

الكهوف الكلسية المخبّأةً بعيداً بين التلال، والتي يحتجز فيها محمّد الآن، كانت فيما سبق تستخدم من قبل الوحدات الثورية للاختباء من قوات الرئيس الأسد ولتخزين الأسلحة. الآن، بعد 16 شهراً على الحراك، أصبحت سجناً للمقاتلين المواليين للنظام.

ولكن محمّد شخصية مختلفة عن الآخرين الذين يشاركونه الغرفة السرية والبالغ عددهم 25 شخصاً. فبينما جميعهم نحيلون، مجندون في الجيش السوري، ذوو نظرة حائرة، كان هو عنصراً من الشبيحة، الميليشيا الموالية للأسد التي يهابها الجميع، والتي تَعتبر القتال مسألة عملٍ ومتعة، والتي تتحمل مسؤولية العديد من أسوأ المجازر التي ارتكبت خلال النزاع.

مثل العديد من رفاقه، لديه مظهر “أرنولد شوارزنيغر” عربيّ، مع عضلات ذراعين ضخمة، مشحوذة على مدى جلسات جمنازيوم لا نهائية، منتفخة تحت قميص أبيض ضيق.

هذا المظهر المرعب نفسه، جعل من عملية التعرف عليه كعضو من الشبيحة حين ألقي القبض عليه أمراً سهلاً، وقد أثرت بشكل كبير في تحديد مصيره. فبينما يمكن لمجنّدي الجيش السوري أن يعاملوا على أنهم أسرى حرب، غالباً ما يُعدم الشبيحة – وخاصةً هؤلاء مثل محمّد، الذي ذاع صيته السيئ كسفاح في كل المحافظة.

وهكذا قد كان، من دون أي توقع بالرحمة، تكلم بصراحة عن جرائمه بطريقة واقعية، وأخذ يروي قصته الخاصة عن سبب انزلاق سوريا في كل هذا العنف.

ولد محمد في قرية عرم الكبرى، وهي قرية زراعية موالية لنظام الرئيس بشار الأسد، كان متردداً في بداية الأمر بالتورط في الحراك عندما بدأ، وفق ما يقول.

“كان أصدقائي ينضمون إلى الشبيحة، ولقد شجعوني للقدوم معهم. تردّدت، قام رجال في القوات الجوية المتواجدة في المنطقة بضربي حتى وافقت”.

“قمت بالإخبار عن أشخاص لم يحبوا الأسد، قبضتٌ عليهم ووضعتهم في السجن. أعطتني الحكومة مسدساً.”

لأول مرة في حياته، محمّد، الشاب البالغ أواخر العشرينيات من العمر، يجد نفسه يمتلك كلاً من المال والسلطة. وليس فقط ذلك، لقد كان معفيا من الالتزام بالقانون السوري بشكل كامل.

يصف اغتصاباً قام به، ويقول:

“كانت طالبةً في جامعة حلب. كان ذلك خلال النهار وكنت أقود السيارة حول المدينة مع رئيسي، وكانت هي تقطع الشارع.

قلت لرئيسي: ’مارأيك بهذه الفتاة؟ أليست جميلة؟‘

“أمسكنا بها ووضعناها في السيارة. قدنا السيارة إلى منزل مهجور واغتصبناها كلانا. بعد أن انتهينا، قتلناها. لقد تعرّفَت على وجوهنا ومناطقنا، لم يكن من الممكن لها أن تعيش.”

أكمل هو وأصدقاؤه هيجانهم لعدة أسابيع حوالي حلب، المجمع التجاري الرئيسي الواقع في شمال سوريا. خلال أحد المظاهرات المناهضة للأسد، قال أنه قتل رجلاً بإطلاقه الرصاص على الحشد.

سألته ماذا كان دافعه؟ هز كتفيه بلا مبالاة. لم يكن مهتماً بالدفاع عن نظام الرئيس الأسد، كما قال، ولا عن الطائفة العلوية، أٌقلية الزعيم السوري، والتي ينتمي لها معظم الشبيحة.

“لم يكن ذلك من أجل بشار. لم أهتم ببشار الأسد. كل ما كنت أهتم به هو أنني حصلت على السلطة.”

بينما ما أصغي إليه وهو يتكلم، أحاول أن أتساءل فيما إذا كان يختلق هذا كله، ربما  بناءً على أوامر آسريه. ولكنّ مقابلتنا أجريت في زاوية منعزلة من السجن، بعيداً عن مسامعهم، وإذا كان مجبراً لخلق القصص تحت الضغط أمكنه ببساطة أن يخبرني بذلك.

لم يظهر عليه أياً من التوتر الذي قابلته في سجناء آخرين في معتقلات للثوار في ليبيا، حيث كان غالباً ما يبدو أن البعض يتبع نص الاعتراف المعد مسبقاً.

وبدلاً من ذلك، ظهرت ومضة عاطفة وحيدة عندما سألته لماذا يبدو خالياً من العواطف.

فكان جوابه: “لقد ترعرعت في عائلة عادية، وتعلمت أن أحترم النساء، ولكن الشيطان قد استولى على رأسي في تلك الأيام.”

 المصدر


Filed under: من الإنكليزية, صحافة

Viewing all articles
Browse latest Browse all 10

Latest Images

Trending Articles





Latest Images